السبت، 12 نوفمبر 2011

الاستعارة التصريحية والعلاقة النحوية في (عروس النيل ) للشاعر /حسن حجازي بقلم : محمد الصاوي


الاستعارة التصريحية والعلاقة النحوية في
(عروس النيل )
للشاعر /حسن حجازي
بقلم : محمد الصاوي السيد حسين
سوهاج - مصر
/////
عروس النيل

حسن حجازي

////


وانكشفَ المستور

وتناثرت أوراقُ التوت

واتجهت إحدى بناتُ الحور

نحو النيل

لتُزَفَ نفسَها لملكِ الملوكْ

بعدما ضاعَ الحلم

وتاهَ الفارسُ الأبيض

عن الدرب ,

واتخذ درباً غير الوادي

نحو الشمال

طالباً النوارسَِِ البيضاء ,

فتماسيحُ النيلِ اعتادت التسكع

تحتَ شمسِِِِ الشتاءِ الكسولة

في زمن العُقم .

***

عندما طلبَ النيلُ

عروسَهُ المعتادة كلَ عام

اتجهت نحوه اليمامة ُ البيضاء

بثيابِ العُرس ,

كانت تنتظرُ فارسَ الأحلام

بلا جدوى

عسى أن يطرقَ القمر

بابَ الواقفاتِ

على بابِ الأمل

الراجياتِ للستر,

ليفكُ النحسَ

وأعمالَِِ السحر

فتتدورُ الطواحين

ويبتسم زهرُ العمر ,

عسى أن يَهلَ

"الشاطر حسن "

بطلعتهِ البهية

ويفجرَ ينبوعَ الحب

حتى لو كانَ

بدونَ حصانٍ أبيض

أو مأذون

من مشيخةِ الأزهر

فلربما يكتُبُ الكِتاب

ويُعلي الجواب

ويشدو زامر الحي :

" قولوا لمأذونِِ البلد

يجي يتتم فرحنا " !

****

أهكذا يكونُ الحبُ

في زمنِ العولمةِ و الإنفتاح ؟

في ظلِِ تعاقبِ حكومات الخصخصة

و مصادرةِ الأحلام ؟!"

تهنا "بينَ القصرين "

ضعنا بين "عصرين "

ربطنا على البطون الأحزمة

وشَدَدنا فوقَ الشفاهِ الأربطة

وأنشدنا :

" لا صوت يعلو فوقَ صوتِ المعركة ! "

في معركة ُ " الأمن والأمان "

لسكانِ ِ القصر

فدعْ ما لقيصر لقيصر

فخبزُ الغد

لا يُشبِع جوعى اليومْ !

ولا تعجبوا

إن وجدتموني عارية أتحممُ

فوقَ أحدِ تماثيل رمسيس

تزفني الموميات لمثواي الأخير

في مراكبِ الشمس

لأُدْفََن بينَ يدي " أبو الهولْ "

دامعة ُ العينين ِ

مُنكَسة الرأس

وفي صدري بقايا كلماتٍ

من رسالة تركها حبيب

مات غرقاً في رحلةِ بحثهِ

عن الغد

في "عَبَارةِ الموت "

مكتوبة بدماء القلب

تقول :

" زوجتك نفسي "

ضاعت حروفها

بينَ آمالِِِِِ اليوم

وأوهامِ الغد !
م 2010
////////////



يمكن القول أن بنية التخييل الحافلة فى هذا النص النثرى تكنز عبر الاستعارة التصريحية لوحتين باهرتى الجمال أولهما هذى اللوحة

وتاهَ الفارسُ الأبيض
عن الدرب ,
واتخذ درباً غير الوادي
نحو الشمال
طالباً النوارسَِِ البيضاء ,
فتماسيحُ النيلِ اعتادت التسكع
تحتَ شمسِِِِ الشتاءِ الكسولة
في زمن العُقم
- يمكن عند تحليل اللوحة السابقة أن نتأمل كيف تتشكل أمام بصائرنا جمالية الاستعارة التصريحية والتى تمثل ذروة التخييل فى أفق اللوحة والتى تتمثل فى سياقى

- طالبا النوارس البيضاء
- فتماسيح النيل اعتادت التسكع

2- حين نتأمل السياق الأول نجد أننا لا نتلقى الاستعارة الأولى ( النوارس البيضاء ) إلا بعد تمهيد جمالى ودلالى ، حيث نتلقى جمالية الجملة الفعلية الماضية التى ترسخ للمشهد وتحققه حيث نتلقى سياق ( وتاه الفارس الأبيض )
- يمكن القول أن علاقة النعت المرفوع ( الفارس الأبيض ) تنشر إيحاء يتجاوز الشكل إلى الوجدان ونقاء الروح ، ثم إنها تستدعى عبر مجازية النعت صورة فارس الأحلام فى مخيلة الصبايا وهى صورة تتكىء على موروث جمعى يساهم فى تكثيف دلالة علاقة النعت ، وينعكس على الإيحاء الذى نتلقاه عبر علاقة الفعل الماضى ( وتاه ) وفجيعة تحققه

- ثم ولنتأمل علاقة شبه الجملة ( تاه الفارس الأبيض عن الدرب ) حيث نتلقى علاقة المجرور ( الدرب ) متصلا بال التعريف وهو اتصال يحمل إيحاء بجلاء هذا الدرب وإجماع التلقى على ملامحه ووضوحه ، لذا تمثل التع ريف تعميقا لفاجعة التيه حيث الدرب جلى واضح لا خلاف عليه فهو الدرب الجلى فى الضمير .

- ثم نتلقى علاقة الجملة الفعلية الماضية ( واتخذ دربا ) والتى نتلقى فيها علاقة المفعول النكرة والتى حينما نقرأها بالتناغم مع التيه عن الدرب المعرف بال يتجلى لنا كيف تتكثف الفاجعة أكثر وأكثر حيث يتخذ الفارس دربا ما غير الدرب المعرف بال الذى تلقيناه فى السياق السابق وما يدل عليه التعريف من جلاء وبصيرة تتنكب طريقها رغما حين يفارق الفارس الدرب

- ثم نتلقى بعد هذا التكثيف لمشهدية التيه وفقدان الدرب والضياع فى درب ما آخر نتلقى علة هذا التيه حيث نتلقى علاقة اسم الفاعل العامل الحال المفرد ( طالبا النوارس البيضاء ) وهى العلاقة التى تتحول فيها العلاقة إلى جمالية الجمع بين الحال وآنيته كون العلاقة حال مفرد ، ثم الجمع بين الوصف ودوام حدوثه وتجدده كون العلاقة اسم فاعل عامل يعمل عمل فعله المضارع

- بما يجعلنا أمام مستويين دلاليين مختلفين هما الحال والصفة بما يكثف من جمالية الطلب وسيطرته على الجو النفسى لبطل النص فى مشهد اللوحة

- ثم ولنتأمل جمالية الاستعارة التصريحية التى نتلقاها بعد هذا التمهيد الذى نتلقاه عبر تمهيد الأفق النفسى والجمالى والدلالى ، فنحن أمام حالة شديدة الوطأة لبطل يكابد حالة التيه يتجلى بياضه لنا روحا ونقاء يطلب ما يبدو لنا أمام بصائرنا مستحيلا نائيا

- حيث تمثل علاقة المفعول به المعرفة بال ( النوارس البيضاء ) معادلا جماليا لما يفتقده الفارس فى وطنه ن حيث النوارس البيضاء الحرية والرحابة ، حيث النوارس البيضاء التفرد والجمال ، حيث النوارس البيضاء حبيبة أخرى وطينة جمالية أخرى ، حيث النوارس البيضاء البحر والاغتراب ، وهكذا تنداح أمامنا الاستعارة التصريحية براحا وسيعا من التأويل وإنتاج القراءات المتغايرة مع اختلاف مستويات التلقى وتنوعها

- ثم ولنتأمل جمالية التعريف بال والتى توحى بجلاء دلالة النوارس فى بصيرة النص فهو لا يطلب نوارس بيضاء بل النوارس البيضاء أى أنه هنا يطلب ما يدركه ويدريه فكأننا أمام موازنة تثأر من التيه عن الدرب ، وفقدانه رغم جلائه ووضوحه لعلة العقم بما يحمله من دلالة رحبة التأويل وكذا لتوالى الخيبات وانكسار أحلام الإنسان العربى بما يحصره غصبا فى خانة الاغتراب

- ثم نتلقى ترشيحا واندياحا للاستعارة التصريحية عبر علاقة ( فتماسيح النيل ) وهى العلاقة التى ربما تكنز السخرية من هؤلاء الذين كانوا فرسانا لهذا النيل لهم تاريخهم وتحققهم وبصمتهم على أرضهم ونيلهم لكن انكسار الأحلام وعمق الشرخ الذى اصاب التكوين القومى جعل هؤلاء الذين كانوا وكانوا ليس لهم الآن إلا اجترار التاريخ تحت شمس كسولة كسولة

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

بَحَّارْ ... في دنيا العيونْ !! حسن حجازي



بَحَّارْ ... في دنيا العيونْ !
حسن حجازي
***

مهداة للأستاذ الدكتور :
مدحت محمد شوقي
( أستاذ طب وجراحة العيون
بكلية الطب جامعة الزقازيق )
***
شكراً يا مَنٍ بفضلِ الله
أعدتِ للعينِِِ الضياء !
شكراً يا مَنْ سعيتِ
في بحورِِ العلم
وزرعتَ على الدربِ الصفاء !
شكراً يا مَن تكبدتَ الكثيرَ
في زرع البسمةِ
في عيونِِ المرضى
وقلوبِ الأشقياء !
شكراً يا مَن تلقانا
دوماً ببسمةٍ .. برقةٍ
فيكونُ بفضلِ اللهِ
على يديكَ الشفاء !
شكراً يا مَن جلعتنا
نرى الدنيا كما أرادَ اللهُ
ترفلُ في بساتينِِ البهجة
وآياتِ البهاء !
فتزهو الأعينُ
وتضحكُ من الفرح
قلوبُ الأهلِِِ والأصدقاء !
فشكراً لِمَن ساعدنا
لننعمَ بفضلِِ الله
وقد ودعنا الأسى
ونأينا عن بحورِِ الشقاء !
فشكراً يا أعزَ الناسِِ
ويا أوفى الأصدقاء !
ليرضى اللهُ عنكَ دوماً
في ربوعِِ الأرضِِِ
وفي علياءِ السماء !
عشتَ نبعاً للمحبة
وفيضاً للوفاء
بحاراً في دنيا العيونِ
محباً للناس
ورمزاً للعطاء !

الأربعاء، 27 يوليو 2011

حارس الأحلام : لانجستون هيوز ترجمة : حسن حجازي/مصر

حارس الأحلام
شعر :
لانجستون هيوز
شاعر أمريكي
ترجمة :
حسن حجازي/مصر

***
أحضر لي كل ما عندك
من أحلام ,
يا حارسَ الأحلام ,
أحضر لي كل ما في قلبك
من أنغام ,
يا ناسجَ الأنغام ,
لأضعهم في سحابةٍ مطوية
ووريقة ندية ,
تحلقُ بعيدأ
تحميها زرقةُِ الغمام الشجية ,
بعيدا عن أصابعِ
العالم الخشنة
ويدهِ الطاغيةِ القوية ,
التي أدمنت و تفننت
في تسفيهِ الأحلامِ الوردية .




The Dream Keeper
By:
Langston Hughes

Bring me all of your dreams,
You dreamer,
Bring me all your
Heart melodies
That I may wrap them
In a blue cloud-cloth
Away from the too-rough fingers
Of the world.
8 minutes ago ·

الأحد، 29 مايو 2011

بشار .........والخريف !! / حسن حجازي


بشار .... والخريف !
حسن حجازي


عندما انتشرَ
على يديك الموتُ
في كلِ مكانْ ؟
عندما سالَ الدمُ الطاهر
في درعا
في حمص
في حلب
وتغافلتَ الجولانْ ؟
فاعلم أنهُ
قد حلَ عليكَ الخريفْ
قبلَ العصرِ و الأوانْ
وتساقطت أوراقك
في كلِ محفلٍ
وفي كلِ مكانْ
ورحلَ ربيعك الأخضر
عن سوريا
وجفَ مائُكَ
من كلِ الشطآن ؟
فالمجدُ للأحرارْ :
في سوريا
في اليمن
في ليبيا
في كلِ مكان ؟
فشمسُ الحرية
قد سطعت
وعطرت بسناها
الأوطانْ !
فابقى حيثُ أنتَ
فإن لم تقف
مع شعبك
الآن ...
وفقط الآن ؟
فابشر بالإعصار
بالثوار
بالدمار
بالبَوار
بشمسِ الحرية
تأتي عليك
تطوي صفحتك
وعبثاً تصمت
فقد آتاك الطوفان
فأفقْ يا رجل
قبلَ فواتِ الآوان !!
قبلَ فواتِ الآوان !!

أبريل 2011

//////////////////

الاثنين، 16 مايو 2011

اعتماد مجمع لغات ههيا التجريبي للغات /المرحلة الإعدادية /حسن حجازي


تم اعتماد مجمع لغات ههيا التجريبي للغات /المرحة الإعدادية من قبل الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والإعتماد , ونحن نتقدم , بالأصالة عن نفسي وعن إدارة المدرسة لكافة العاملين بالمرحلة الإعدادية ... من معلمين وإداريين وعمال ومشرفي النشاط وفني التشغيل للأستاذ الفاضل
/أحمد حسام الدين طلبة ... مدير إدارة ههيا التعليمية المحترم
والسيد الفاضل وكيل الوزارة الأستاذ /
ماهر غانم
والمربي الفاضل السيد وكيل اول الوزارة الأستاذ
/ محمود العريني

نهني أنفسنا ونهني أبناء ههيا الحبيبة بهذا الإعتماد نتيجة لجهد طيب وخدمة تليمية متميزة

وبعون يكون هذا الإعتماد وهذا النجاح بداية لعهد أفضل نرتقي به بالمؤسسة نحو آفاق أرحب وأفضل لتقديم خدمة مميزة ومتطورة لأبنائنا وبناتنا في المرحلة الإعداية تعليميا وتثقيفيا ومهنيا نحو أجيال أفضل وافضل لبناء مصرنا الحبيبة والقادم بعون الله أفضل وأفضل

مدير إدارة المجمع
حسن حجازي

الخميس، 6 يناير 2011

هذا الدم ! (مهداة لشهداء كنيسة " القديسَين " بالاسكنرية ) حسن حجازي

هذا الدم !
(مهداة لشهداء كنيسة " القديسَين " بالاسكنرية )
حسن حجازي



////
هذا الدمْ
دمي أنا ,
هذا الجرحْ
جرحي أنا ,
فاتركوني ألملمُ نفسي
بعدها يحينُ الحسابْ
مع الغدر
قوى الشر
وبعدها سأتوقفُ كثيراً
مع نفسي
لأعيدُ ترتيبَ البيتْ !
***
تلكَ الكنيسة مقصدي
وهذا المسجدُ مسجدي
وهذا المعبدُ معبدي
وهذا الدمُ الطاهر
الذي سالَ
من " بطرس "
سالَ معهُ الدمْ
من قلبِ " أحمدِ " !
***
لا تقلْ عنصري الأمة
هذا مسلمٌ
وهذا قبطي
بل قلْ :
هو مصري .. أَبَّي
بنُ النيلِِ
كريمُ العنصرين
والمولدِ !
***

من فجر الأزل
بنيتُ الهرمْ
أقمتُ الكنيسة َ
جوار المسجدَ
وعلى مر التاريخ
لغير وجه الله
لم أنحني
ولم أسجدِ !
***
مجرى القناة
عند العبورْ
شهد انتصاري
وفي يونيو الحزين
شهد دمعي
وانكساري
وعلى مرِ العصور
كم تلون من دمي
لم يفرقُ سيفُ الغدر يوماً
بينَ " بطرسْ وأحمدِ "!
***
لونُ العلم
بلونِ دمي
نسَجَتهُ أحلامُنا
وعلى ترابِ سيناء
مزجناه بدمائنا
غزلناه بصبرنا
وكم رفرفَ على أنغامِ
عزنا ومجدنا
وعلى مر الزمن
نغذيهِ بحبنا
فمصر دوماً للمجدِ
دوماً للعلا
والسؤددِ !
****
"مريمُ" البتولْ
خيرُ نساءِ العالمين
كرمها الله
وأفردَ لها سورةً
في قرآنهِ الأمجدِ !
***
سهامُ الغدر
عندما أصابَت الكنيسة َ
حطمَت معها قلبي
في صحنِِِ المسجدِ !
***
في قاعةِ الدرس
ذرفتُ دمعتين
عندما رفعَ أبنائي قلوبهم
بين أيديهم
حاملة ً رايتين
"مصر للجميع "
"مصر ضلة حنينة
تدفينا كلنا
وطن بحبه يلمنا
مسلميين ومسيحين
دايماً حفظه ربنا "
و"محمد جمال "
تلميذي النجيب
على الأعناق
في حماسةٍ وفخر
يهتف ويقول :
"مصر مصر
تحيا مصر ! "
والمعلمة القبطية البشوشة
" فيبي "
في حنان الأمومة
ترسُم لهم فراشتين
تحلقُ فوق رؤوسهم البهية
بجناحين
وهم بكل حبِ الأرض
يمدون لها أيديهم الرقيقة
حاملةً وردتين
يقولون لها في صمت الكلام
بعيونٍ يلفها الحنان :
(عندما أصابَ سهمُ الغدر
شهداء "كنيسة القديسَين "
أصابَ معها أحفادَ
"الحسن والحسين "!
وعندما يحلُ الليلْ
تضيءُ شمعتين
واحدة ل"ماري جرجس "
وشمعة " لأم هاشم "
وثالثة " للحسين " !
*****
صفحة تُطوى
عصراً بعدَ عصر
وتبقى مصرُ خالدة ً
بين عسرٍ ويسرْ
تبقى شامخة
.. صامدة ً
تتحدى الدهرْ
فمصرُ للجميعْ
والله بمحبتهِ
يبدلَ الأحوالَ
من بعدَ العسرِ يسرْ
وتبقى مصرُ عزيزةً
من نصرٍ لنصرْ
وتبقى راياتها
مرفرفةً
عصراً
من بعدِ عصر .

/////
ههيا فجر 6 يناير 2011